الجمعة، 19 يونيو 2009

المادية ومزاعم المصادفة والظهور التلقائي

نجد في أساس نظرية التطور مزاعم الظهور التلقائي للوجود نتيجة المصادفات. كان لامارك -الذي يعد أبو نظرية التطور قبل دارون- يسند التطور إلى الله. وكان يرى في التطور قابلية أعطاها الله تعالى للأشياء وللطبيعة. لذا كان من أنصار التطور الخلاق. بينما نرى في المقابل أن دارون أسند أساس الوجود إلى المادة وإلى الذرات وإلى الروح الخلاقة الموجودة فيها. لذا يعد دارون -بوجه من الوجوه- من أنصار "وحدة الوجود". أما الذين جاءوا من بعده فقد ربطوا الوجود كله تماماً بالمادة، فانحرفوا إلى المادية وإلى الإلحاد بشكل كلي، واختاروا استعمال نظرية التطور كسلاح وكواسطة لإنكار الله.
والذين يناصرون نظرية التطور اليوم في عالمنا هم الملحدون من أصحاب الفلسفة المادية. فهؤلاء يؤمنون بأزلية المادة. ولكم أن تتصوروا مقدار هذا الجهل المعلن باسم العلم عندما ترى بأن هذا الوجود الذي يستلزم علماً لانهائياً وقدرة وإرادة وحياة لاينسب الى صاحب هذا العلم اللانهائي والقدرة والإرادة والحياة بل ينسب إلى المادة الخالية من الحياة ومن الشعور ومن العلم والقدرة والقوة، والتي لم يتفق العلماء بعد على تعريفها ولا على ماهيتها، والتي تتحول في يد الإنسان من شكل إلى شكل، وأعطوا لهذه المادة العاجزة موقع الخالق.
وأنا عاجز عن وصف الألم الذي أحسه عندما أفكر بخالقي ومعبودي -الذي أرتبط به بكل روحي وكياني- فأجدهم يقرنونه بالمادة، علماً بأن العلم وكرامته والفكر الموضوعي لا يوجب هذا مطلقاً. لأن إسباغ صفة الأزلية والخلق إلى المادة -حاشا لله- يعني التزام الطرف المعارض والمخالف، وهذا لا يليق بالفكر العلمي والموضوعي. ثم إن إنكار الله تعالى -حاشا ألف ألف مرة- وقبول عدم وجوده يكون قبولاً للنفي، واثبات هذا يرجع إلى الشخص النافي. بينما لا يمكن إثبات النفي.
لذا لا يمكن مطلقاً إنكار وجود الله تعالى، ويبقى هذا زعماً دون أي دليل. وفي مقابل عدم وجود أي دليل ينفي وجوده تعالى، هناك أدلة لا تعد ولا تحصى على وجوده. ولا يمكن عدم رؤية هذه الأدلة إلا إن قام الشخص بإنكار وجود نفسه وإنكار وجود الكون كما فعل السوفسطائيون. وهذا وهم واضح يوجب التخلي عن العقل وعن الحياة ومغالطة بينة ولا شيء غيرهما. إن مجرد ادعاء هذا الوهم والدفاع عنه والتزامه يكفي برهاناً على الوجود.
ولكن على الرغم من كل هذه الحقائق الجلية نجد أن العديد من الناس فقدوا إيمانهم أو ساورتهم الشكوك حول الكثير من الحقائق التي كانوا يؤمنون بها. ونظراً لاستخدام نظرية التطور في هذه السبيل ولهذا الغرض رأينا في سبيل ردّ نظرية التطور ونقضها إثبات أن المادة ليست أزلية وليست خالقة. ولكي نقوم بهذا كان علينا أن نتناول باختصار الزعم القائل أن الوجود بأكمله يستند إلى المادة، وهو أجهل زعم طوال ما عرفه التاريخ من مزاعم.
نود أولاً أن نذكّر بأن التطوريين -سواء شعروا بهذا أم لم يشعروا- يتوهمون مكاناً لانهائياً. لأن إسباغ صفة الأزلية على المادة، وسحب بداية التطور إلى زمن غير معلوم ضمن هذه الأزلية، يعني إسباغ صفة الأزلية على المكان، لأنه لا يمكن التحدث عن الزمان وعن المكان بشكل منفصل، لارتباط أحدهما بالآخر.
إن الزمن يملك وجوداً اعتبارياً (اسمياً)، والمكان هو الذي يجعل الزمان بعداً للأشياء وللحوادث. بدون المكان لا يكون للزمان وجود. أما ما نطلق عليه اسم المكان فهو عبارة عن عالم المادة، أي عالم الذرات. لذا فعندما تتم البرهنة على عدم أزلية المادة، يظهر أمامنا عدم أزلية المكان والزمان. وأي شيء لا يملك صفة الأزلية لا يمكن أن يكون خالقاً ولا أن يظهر للوجود بنفسه تلقائياً.
ثم إن القانون الثاني للديناميكية الحرارية (الثرموديناميك Thermodynemic) الذي أصبح معروفاً من قبل الكثيرين ينفي أزلية المادة. إن القانون الأوّل للديناميكية الحرارية هو حول حفظ الطاقة. أما القانون الثاني فهو قانون كارنوت المشهور. وحسب هذا القانون فإن الجسم الحار يبعث الحرارة حواليه حتى يأتي يوم تنتهي فيه هذه الحرارة.
كما أن مصادر الضوء والطاقة تبعث الضوء والطاقة حواليها حتى يأتي يوم تتساوى فيه الطاقة في جميع أرجاء الكون، فيقف انتقال الطاقة. وهذا وإن كان لا يعني فناء الطاقة، إلا أنه يعني الموت ويعني زوال الزيادة والنقصان في الكون. وضع كارنوت هذا القانون نتيجة مشاهداته وتجاربه عندما كان يغلي الماء في بيته، وعندما كان يلاحظ حرارة مدفأته. ثم تم توسيع تجاربه هذه وربطها من قبل كبار العلماء بنظام معين، ويتم اليوم تدريس وتعليم هذا القانون باسمه.
لا يمكن اليوم ذكر شيء أكيد حول تأثير الديناميكية الحرارية الكلي في الكون. ولكن يمكن القول بأن الكون ليس كتلة واحدة صلدة، بل يتالف من أجزاء. وما يجري على جزء منه يجري على الكل فيه. وقد دلّت التجارب والمشاهدات في هذا الميدان بأنه إن لم تقم القيامة قبله بسبب من الأسباب، فإن القيامة الناتجة عن قانون الثرموديناميك (الديناميكية الحرارية) ستقع حتماً، أي ستنفد الطاقة في الكون وينهار النظام System فيه.[1] وقد يتساءل البعض عن العلاقة الموجودة بين عدم أزلية المادة وبين هذه القيامة الثرموديناميكية، أو ما الطعنة التي توجهها هذه العلاقة إلى أزلية المادة والزمن؟
لنبين أولاً بأن الظاهر هو أن الذين يقولون بأزلية المادة لا يعرفون معنى الأزلية. فلو وضعت أصفاراً بعدد رمال جميع الصحارى في الأرض أمام الرقم واحد، لعدّ هذا الرقم الهائل صفراً بالنسبة للأزل. وكذلك الأمر بالنسبة لأكبر عدد يمكن أن يتفتق عنه ذهن الإنسان أو يستطيع التفكير فيه أو تخيله فهو أيضاً يعد صفراً بالنسبة لمفهوم الأزل. لأن الأزل يعني اللانهاية. والشيء الأزلي يتصف بما يأتي:
لا يكون مركباً، ولا يتركب. بل يكون بسيطاً وغير قابل للتجزئة. لا يتغير ابداً، ولا يمكن التدخل فيه. يكون خارج الزمان والمكان، أي يكون خارج كل حركة متعلقة بالزمان والمكان. يكون أبدياً، لأنه في جميع الأحوال خارج الزمان. ولكون الأزل والأبد خارجَي الزمان، فهما يلتقيان في نقطة واحدة بوجه من الوجوه. ولا توجد أي خاصية من هذه الخواص في المادة. فالمادة متغيرة، ولا يمكن تصورها خارج نطاق الطاقة حسب ما يقرره قانون الديناميكية الحرارية (الثيرموديناميك). كما أنها صالحة لكل نوع من أنواع التراكيب. ثم إنها موجودة تحت قيد الزمان والمكان.
وفي مقابل هذا نرى أن علماء الكلام يقولون في حق الله تعالى: (ما ثبُت قِدمُه امتنع عَدَمُه)، وهذا يشير إلى أن المادة لا يمكن أن تكون منشأً للوجود، كما يشير إلى صفات الذات العلوية التي يجب إسناد الوجود إليها.
يتألف المكان بالمقياس الصغير من الذرات، وبالمقياس الكبير من النجوم. وفي شمسنا -التي هي نجم من هذه النجوم- يتحول 564 مليون طن من الهيدروجين إلى هيليوم في كل ثانية، وهكذا تنشر حواليها طاقة كبيرة بشكل ضوء وملايين السعرات من الحرارة. ويصل جزء من هذه الطاقة إلى الأرض وإلى جميع المنظومة الشمسية. ويتألف الكون من أمثال هذه الشموس. وفي يوم من الأيام ستنفجر شمسنا بقوة لامركزية انفجاراً مرعباً جداً عندما ينفد وقودها، تعقبه حركة انكماش مركزية وتقلص. أي لا تستطيع بعده مد أسباب الحياة للأرض، أي ستكون القيامة قد قامت.
وبما أن الكون يتالف من أمثال هذه الشموس كلبنات أساسية له، فلا يمكن تصور أزلية هذه الشموس التي تتجه الطاقة فيها إلى النفاد. لأن الشيء الأزلي -كما ذكرنا سابقاً- لا يكون مركباً، لأنه لا يدخل تحت دائرة الزمان والمكان، لذا لا يتعرض إلى النقصان وإلى النفاد، ولا يحصل عنده أي تغير مهما كان ضئيلاً.
بينما نرى أن المادة والعالم المادي في تغير مستمر، وفي تغير دائم من حال إلى حال، ويتعرض إلى الانحلال والتفكك ثم التكون من جديد، أو تكون هي سبباً في التفكيك والتغيير. لذا فهناك بداية للمادة ونهاية لها، وهي محكومة بقيود الزمان والمكان. وكل ادّعاء خارج هذا يعدّ ادعاء وفرضية لا نصيب لها من الصحة. ويعترف دارون نفسه بعجزه في هذا الموضوع وضعفه فيقول: (نظراً لأنني لم أكن موجوداً في العهود التي عاشت فيها هذه الأحياء شعرت بضرورة تقوية هذه المسألة ببعض الفرضيات).
والفرضيات، وإن كانت تستند إلى بعض المعلومات الأولية تعني آراء ووجهات نظر لم تتم تجربتها. فكما قدم دارون فرضيته هذه يمكن لي أن أقدم فرضية بأن إنساناً استطاع -بفضل حركة أرضية ما- أن يقفز عشرة آلاف متر ولم يحدث له شيء. فهذه أيضاً فرضية، فإن اعترضت عليّ وقلت بأن الإنسان الذي يقفز عشرة آلاف متر سيموت من قلة الأوكسجين قمت بتقوية فرضيتي فأقول: "أنتم تتحدثون عن الشروط الحالية، ولكن الشروط كانت مختلفة في عهد من عهود الأرض، لذا تيسر وقوع هذا الأمر". فإن كانت فرضيتي هذه غير علمية ومجرد زعم فلا يوجد هناك فرق في هذا الصدد في ادعاءات نظرية دارون أو في الداروينية. إن التطور فرضية تقوم بتكذيب جميع القوانين السارية الأخرى في الكون وفي الحياة، وتقوم بملء جميع الثغرات والفجوات الموجودة فيها بفرضيات أخرى. لذا فلا تحمل قيمة أخرى خارج هذا النطاق.
الهوامش
[1] يقول العلماء إن هذا القانون يشير إلى أن الحرارة تنتقل من الجسم الحار إلى الجسم البارد، وأن هذا الانتقال يستمر حتى تتساوى درجة الحرارة بين الجسمين. فإن طبقنا هذا القانون على الكون نرى أن النجوم ستستمر في نشر الضوء والحرارة حتى تتساوى الحرارة في أرجاء الكون، مما يؤدي إلى توقف انتقال الحرارة والطاقة. وهذا يعني موت الكون حرارياً.
بقلم العلامة التركي محمد فتح الله كولن
http://ar.fgulen.com/content/view/415/15/

الثلاثاء، 3 مارس 2009

بديع الزمان سعيد النورسي

المولد: ولد سعيد النورسي في قرية (نُورس) الواقعة شرقي الأناضول في تركيا عام (1294هـ – 1877م) من أبوين صالحين كانا مضرب المثل في التقوى والورع والصلاح ونشأ في بيئة كردية يخيم عليها الجهل والفقر، كأكثر بلاد المسلمين في أواخر القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين. وإلى قريته (نُوْرس) يُنْسَب. علمه: وقد بدت عليه أمارات الفطنة والذكاء منذ طفولته، ولمّا دخل (الكُتَّاب) وتتلمذ على أيدي المشايخ والعلماء بهرهم بقوة ذاكرته، وبداهته، وذكائه، ودقّة ملاحظته، وقدرته على الاستيعاب والحفظ، الأمر الذي جعله ينال الإجازة العلمية وهو ابن أربع عشرة سنة بعد أن تبحّر في العلوم العقلية والنقلية بجهده الشخصي، فقد حفظ عن ظهر غيب، ثمانين كتاباً من أمّات الكتب العربية كما حفظ القرآن الكريم في وقت مبكر من حياته الخصبة الحافلة. كما عكف على دراسة العلوم العصرية، أو العلوم الكونية الطبيعية، (رياضيات، وفلك، وكيمياء، وفيزياء، وجيولوجيا) والجغرافيا والتاريخ والفلسفة الحديثة وسواها من العلوم، حتى غدا عالماً فيها، ومناظراً فذاً للمختصين بها، صار له رصيد ضخم من المعلومات، مكّنه من الانطلاق من مرتكزات علمية سليمة. كان طالب العلم سعيد النورسي شديد الاحتفال والاشتغال والتعلّق بالفلسفة والعلوم العقلية، وكان لا يقنع ولا يكتفي بالحركة القلبية وحدها، كأكثر أهل الطرق الصُّوفية، بل كان يجهد لإنقاذ عقله وفكره من بعض الأسقام التي أورثتها إياه مداومة النظر في كتب الفلاسفة. مع القرآن الكريم: في عام 1894 تناهى إلى سمعه أن وزير المستعمرات البريطاني (غلادستون) وقف في مجلس العموم البريطاني، وهو يحمل المصحف الشريف بيده، ويهزّه في وجوه النواب الإنكليز، ويقول لهم بأعلى صوته: " ما دام هذا الكتاب موجوداً، فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان، لذا، لا بدّ لنا من أن نعمل على إزالته من الوجود، أو نقطع صلة المسلمين به". فصرخ العالم الشاب سعيد النورسي من عمق أعماقه: "لأبرهننّ للعالم أجمع، أن القرآن العظيم شمس معنوية لا يخبو سناها، ولا يمكن إطفاء نورها". ورأى النّورسيُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، وسأله أن يدعو الله له: أن يفهّمه القرآن، وأن يرزقه العمل به، فبشّره الرسول الكريم بذلك، قائلاً له: "سيوهب لك علم القرآن، شريطة ألا تسأل أحداً شيئاً". وأفاق النورسيّ من نومه، وكأنما حيزت له الدنيا.. بل.. أين هو من الدنيا، وأين الدنيا منه.. أفاق وكأنما حيز له علم القرآن وفهمه، فقد آلى على نفسه ألا يسأل أحداً شيئاً، استجابة لشرط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وهبه الله ما تمنى، وصار القرآن أستاذه ومرشده وهاديه في الدياجير التي اكتنفت تركيا الكمالية. بديع الزمان في مهبّ الأعاصير: نستطع تمييز مرحلتين في حياة الإمام سعيد النورسيّ: الأولى: مرحلة سعيد القديم، وتبدأ من مولده حتى نفيه إلى بلدة (بارلا) عام 1926 وهذه المرحلة هي مرحلة الإعداد الذاتي لنفسه، ومرحلة العمل الفردي، وخوض المعارك السياسية، مدافعاً عن الخلافة، وعن القرآن والإسلام، مهاجماً أعداء الإسلام وأعداء الخلافة والقرآن. وفي هذه المرحلة: - سافر إلى إستانبول عام 1896 ليقدم مشروعاً لإنشاء جامعة إسلامية حديثة في شرقي الأناضول - بلاد الأكراد - وأطلق عليها اسم (مدرسة الزهراء) لتكون على منوال الجامع (الأزهر) في مصر، غير أنها تختلف عن الأزهر بتدريس العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية والعربية، وذلك من أجل النهوض بالأكراد المسلمين الذين يفتك بهم الجهل والفقر والتخلف. ولكن النورسي لم يلق قبولاً من السلطان عبد الحميد ومن وزير داخليته. - وفي عام 1907 سافر مرة أخرى إلى استانبول، للغرض ذاته، وقابل السلطان عبد الحميد، وانتقد الاستبداد ونظام الأمن واستخبارات القصر (يلدز) فأثار عليه حاشية السلطان، وأحالوه إلى محكمة عسكرية. وكان النورسي في منتهى الشجاعة في التعبير عن رأيه أمام القضاة العسكريين، الأمر الذي جعل رئيس المحكمة يحيله إلى الأطباء النفسانيين، للتأكد من سلامة قواه العقلية، وكانت لجنة الأطباء المؤلفة من طبيب تركي، وآخر أرمني، وثالث رومي ومن طبيبين يهوديين (!!!) قررت وضعه في مستشفى (طوب طاش ) للمجانين (!!!). وعندما حضر طبيب نفساني إلى المستشفى، لفحص قواه العقلية، بادره النورسي بحديث رائع عميق يأخذ بالألباب، فما كان من الطبيب إلا أن يكتب في تقريره: " لو كانت هناك ذرّة واحدة من الجنون عند بديع الزمان، لما وُجد عاقل واحد على وجه الأرض". ثم أحيل النورسي إلى وزارة الداخلية، وكان الحوار التالي بينه وبين وزير الداخلية: الوزير: إن السلطان يخصك بالسلام مع مرتب بمبلغ ألف قرش وعندما تعود إلى بلدك سيجعل مرتبك ثلاثين ليرة كما أرسل لك ثمانين ليرة هدية سلطانية لك. بديع الزمان: لم أكن أبداً متسول مرتب، ولن أقبله ولو كان ألف ليرة لأنني لم آت لغرض شخصي، وإنما لمصلحة البلد، فما تعرضونه عليّ ليس سوى رشوة السكوت. الوزير: إنك بهذا تردّ الإرادة السلطانية، والإرادة السلطانيّة لا تردّ. بديع الزمان: إنني أردّها، لكي يستاء السلطان ويستدعيني.. عند ذلك أستطيع أن أقول له قولة الحق. الوزير: إن العاقبة ستكون غير سارة. بديع الزمان: تعددت الأسباب والموت واحد، فإن أعدم فسوف أرقد في قلب الأمة، علماً بأنني عندما جئت إلى إستانبول كنت واضعاً روحي على كفي.. اعملوا ما شئتم، فإني أعني ما أقول: إنني أريد أن أوقظ أبناء الأمة، ولا أقوم بهذا العمل إلا لأنني فرد من هذا البلد، لا لأقتطف من ورائه مرتباً، لأن خدمة رجل مثلي للدولة لا تكون إلا بإسداء النصائح، وهذه لا تتم إلا بحسن تأثيرها، وهذا لا يتم إلا بترك المصالح الشخصية فإنني معذور إذن عندما أرفض المرتب. الوزير: إن ما ترمي إليه من نشر المعارف في بلدك هو موضع دراسة في مجلس الوزراء حالياً. بديع الزمان: إذن فلِمَ يتأخر نشر المعارف، ويستعجل في أمر المرتّب؟ لماذا تؤثرون منفعتي الشخصية على المنفعة العامة؟. - ثم ذهب إلى (سلانيك) مقرّ يهود الدونمة ومشتقاتهم من جمعية (الاتحاد والترقي) و(الماسوني) وسواهما، والتقى عدداً من شخصيات (الاتحاد والترقي) الذين كانوا يطمعون في كسب النورسيّ العبقري إلى صفهم، وكان ممن التقاهم: (عما نوئيل قره صو) رئيس المحفل الماسوني، وعضو مجلس المبعوثان (أي النواب) العثماني، وكان قره صو يطمع في النورسيّ ولكنّ المقابلة بينهما لم تطل، لأن قره صو فرَّ هارباً من اللقاء، وهو يقول: "كاد هذا الرجل العجيب – النورسي- يدخلني في الإسلام بحديثه". و (قره صو) هذا أول صهيوني ماسوني عمل على خلع السلطان عبد الحميد وإلغاء الخلافة. - وفي هذه المرحلة اتُّهم فيمن اتُّهم بحادثة 31 مارت (13/4/1909) وسيق إلى المحاكمة، ورأى في الساحة خمسة عشر رجلاً معلقين على أعواد المشانق، ظناً من القضاة أن هذا المنظر سوف يرهبه.. قال له الحاكم العسكري خورشيد باشا: - وأنت أيضاً تدعو إلى تطبيع الشريعة؟ إن من يطالب بها يشنق هكذا (مشيراً بيده إلى المشنوقين).. فقام بديع الزمان سعيد النورسي وألقى على مسمع المحكمة كلاماً رائعاً نقتطف منه ما يأتي: "لو أن لي ألف روح لما تردّدت أن أجعلها فداء لحقيقة واحدة من حقائق الإسلام فقد قلت: إنني طالب علم، لذا فأنا أزن كل شيء بميزان الشريعة، إنني لا أعترف إلا بملة الإسلام.. إنني أقول لكم وأنا واقف أمام البرزخ الذي تسمونه (السجن) في انتظار القطار الذي يمضي بي إلى الآخرة لا لتسمعوا أنتم وحدكم بل ليتناقله العالم كله، ألا لقد حان للسرائر أن تنكشف، وتبدو من أعماق القلب، فمن كان غير محرم فلا ينظر إليها. إنني متهيئ بشوق لقدومي للآخرة.. وأنا مستعد للذهاب مع هؤلاء الذين عُلقوا في المشانق. تصوروا ذلك البدوي الذي سمع عن غرائب إستانبول ومحاسنها، فاشتاق إليها.. إني مثله تماماً في شوقي إلى الآخرة والقدوم إليها. إن نفيكم إياي إلى هناك لا يعتبر عقوبة. إن كنتم تستطيعون فعاقبوني المعاقبة الوجدانية. لقد كانت الحكومة تخاصم العقل أيام الاستبداد وهي الآن تعادي الحياة، وإذا كانت هذه الحكومة هكذا، فليعش الجنون، وليعش الموت، وللظالمين فلتعش جهنم". وفي جلسة واحدة فقط صدر حكم ببراءة بديع الزمان سعيد النورسي من تلك المحكمة الرهيبة التي شنقت العشرات. - أسس (الاتحاد المحمدي) في سنة 1909 رداً على دعاة القومية الطورانية، والوطنية الضيقة، كجمعية الاتحاد والترقي، وجمعية تركيا الفتاة. - انضم إلى (تشكيلات خاصة) وهي مؤسسة سياسية عسكرية أمنية سرية، شكلت بأمر السلطان محمد رشاد قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، من أجل المحافظة على أراضي الدولة العثمانية، ومحاربة أعدائها. وكان قد انضم إلى هذه المؤسسة كثير من المفكرين والكتّاب، وكان النورسي من أنشط أعضاء قسم (الاتحاد الإسلامي) فيها، وأصدر مع عدد من العلماء (فتوى الجهاد) التي تهيب بالمسلمين أن يهبوا للدفاع عن الخلافة. - وفي هذه المرحلة سافر إلى مدينة (وان) عام 1910 وبدأ يلقي دروسه ومحاضراته، متجولاً بين القبائل والعشائر الكردية، يعلمهم أمور دينهم، ويرشدهم إلى الحق. - وفي سنة 1911 سافر إلى دمشق، وألقى في المسجد الأموي خطبته الشهيرة باسم الخطبة الشامية التي وصف فيها أمراض الأمة الإسلامية، ووسائل علاجها. - وفي سنة 1912 عُيِّنَ بديعُ الزمان قائداً لقوات الفدائيين الذين جاؤوا من شرقي الأناضول، من الأكراد خاصة. - وفي سنة 1916 تمكنت القوات الروسية من الدخول إلى مدينة (أرضروم) التركية، وقد تصدى النورسي وتلاميذه المتطوعون للقوات الروسية، وخاضوا عدة معارك ضدها، ثم جرح النورسي جرحاً بليغاً، ونزف نزفاً شديداً كاد يودي بحياته، الأمر الذي اضطر أحد تلاميذه إلى إعلام القوات الروسية بذلك، فاقتادوه أسيراً، وبقي في الأسر في (قوصطرما) سنتين وأربعة أشهر، ثم تمكن من الهرب من معسكرات الاعتقال، إثر الثورة البلشفية في روسيا. عزة المؤمن: وذات يوم قُدِّمَ هناك إلى المحكمة الحربية بتهمة إهانة القيصر الروسي. أما قصة ذلك فهي كما يأتي: كان خال القيصر والقائد العام للجبهة الروسية، "نيكولا نيكولافيج" يزور معسكر الأسرى فقام جميع الأسرى لأداء التحية ماعدا (سعيد النورسي). لاحظ القائد العام ذلك، فرجع ومرّ ثانية أمامه.. فلم يقم له كذلك، وفي المرة الثالثة وقف أمامه وجرت المحاورة الظريفة الآتية بينهما بواسطة مترجم القائد: القائد: الظاهر أنك لم تعرفني؟ النورسيّ: بلى.. لقد عرفتك. إنك نيكولا نيكولافيج، خال القيصر، والقائد العام في جبهة القفقاس. القائد: إذن فلِمَ تستهين بي؟ النورسيّ: كلا، إنني لم أستهن بأحد، وإنما فعلت ما تأمرني به عقيدتي. القائد: وماذا تأمرك عقيدتك؟ النورسيّ: إنني عالم مسلم، أحمل في قلبي إيماناً، والذي يحمل في قلبه إيماناً هو أفضل من الذي لا إيمان له. ولو أنني قمت لك لكنت إذن قليل الاحترام لعقيدتي ومقدساتي، لذلك فإنني لم أقم لك. القائد: إذن فإنك بإطلاقك عليّ صفة عدم الإيمان، تكون قد أهنتني وأهنت جيشي وأمتي والقيصر كذلك، يجب تشكيل محكمة عسكرية للنظر في هذا الأمر. تشكلت المحكمة العسكرية، وقُدِّمَ إليها سعيد النورسي بتهمة إهانة القيصر والأمة الروسية والجيش الروسي. ويسود حزن في معسكر الأسرى ويلتف حوله الضباط الأسرى من الأتراك والألمان والنمساويين ملحّين عليه القيام بالاعتذار للقائد الروسي وطلب العفو منه، إلا أنه رفض ذلك بإصرار، قائلاً لهم: "إنني أرغب في الرحيل إلى الآخرة، والمثول بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم. لذلك فإنني بحاجة فقط إلى جواز سفر للآخرة، وأنا لا أستطيع أن أعمل بما يخالف إيماني". وتصدر المحكمة قرارها بالإعدام، وفي يوم التنفيذ تحضر ثلة من الجنود على رأسها ضابط روسي لأخذه إلى ساحة الإعدام، ويقوم سعيد النورسي من مكانه بابتهاج قائلاً للضابط الروسي: - أرجو أن تسمح لي قليلاً لأؤدي واجبي الأخير. ثم يقوم ويتوضأ ويصلي ركعتين. وهنا يأتي القائد العام ليقول له بعد فراغه من الصلاة: - أرجو منك المعذرة، كنت أظنك قد قمت بعملك قاصداً إهانتي ولكنني واثق الآن أنك كنت تنفذ ما تأمرك به عقيدتك وإيمانك، لذا فقد أبطلت قرار المحكمة، وإنني أهنئك على صلابتك في عقيدتك، وأرجو المعذرة منك مرة أخرى. - في 13/8/ 1918 عُيِّنَ عضواً في (دار الحكمة الإسلامية) التي كانت تضم كبار العلماء والشعراء والشخصيات في إستانبول. وقررت له الحكومة مرتباً، ولكنه ما كان يأخذ منه إلا ما يقيم أوده، والباقي ينفقه على طباعة رسائله العلمية التي كان يوزعها مجاناً. - وبعد أن احتل الحلفاء (الإنكليز والفرنسيون) العاصمة إستانبول، ألَّفَ النورسي كتابه (الخطوات السّتّ) وحَكَمَ عليه الحاكم العسكري الإنكليزي بالإعدام على هذا الكتاب، وعلى نشاطه المعادي للقوات المحتلة، وأراد محبوه إنقاذه، فدعوه إلى (أنقرة) فأجابهم: "أنا أريد أن أجاهد في أخطر الأمكنة، وليس من وراء الخنادق. وأنا أرى أن مكاني هذا أخطر من الأناضول". - دُعِيَ إلى أنقرة سنة 1922 واستُقْبِلَ في المحطة استقبالاً حافلاً، ولكنه لاحظ أن أكثر النواب لا يصلّون، كما أن مصطفى كمال يسلك سلوكاً معادياً للإسلام، فقرر أن يطبع بياناً تضّمن عشر مواد، وجهه إلى النواب، واستهله بقوله: "يا أيها المبعوثون.. إنكم لمبعوثون ليوم عظيم". وكان من أثر هذا البيان الذي ألقي على النواب، أن ستين نائباً قاموا لأداء فريضة الصلاة، والتزموا الدين، الأمر الذي أغضب مصطفى كمال فاستدعى النورسي وقال له: "لاشك أننا في حاجة ماسة إلى أستاذ قدير مثلك، ولهذا دعوناك إلى هنا للاستفادة من آرائك السديدة، ولكن أول عمل قمت به هو الحديث عن الصلاة.. لقد كان أول جهودك هنا هو بث الفرقة بين أهل المجلس". فأجابه بديع الزمان، مشيراً إليه بإصبعه في حدّة. "باشا.. باشا.. إن أعظم حقيقة تتجلى بعد الإيمان هي الصلاة، وإن الذي لا يصلي خائن، وحكم الخائن مردود". عندها فكّر مصطفى كمال بإبعاده عن العاصمة، فعيَّنه واعظاً عاما للولايات الشرقية، وبمرتب مُغْرٍ، ولكن النورسي رفض الوظيفة والراتب. كتب النورسي ونشر في هذه المرحلة عدة كتب ورسائل منها: إشارات الإعجاز- والسنوحات- والطلوعات- ولمعات وشعاعات من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم وسواها باللغة العربية. المرحلة الثانية من حياته: في عام 1923 غادر النورسي مدينة أنقرة إلى مدينة "وان" حيث انقطع للعبادة في إحدى الخرائب المهجورة على جبل "أرك" ولم يدر شيئاً عن الأعاصير التي تنتظره. وجاء من يدعوه إلى تأييد ثورة الشيخ سعيد بيران ضد الحكومة الكمالية العلمانية المعادية للإسلام، فأبى تأييدها، ولكن هذا الموقف، وذلك الانقطاع للعبادة، لم ينجياه من غضب حكومة أنقرة التي أمرت بالقبض عليه، ونقله إلى إستانبول، ومن ثَمَّ إلى مدينة "بوردور" ثم إلى "بارلا" في جو بارد من شتاء عام 1926 القارس، فقد كان الجو باردا، ومياه البحيرة متجمدة وأحد جذافي القارب الذي يحمله إلى منفاه في المقدمة يكسر الثلوج بعصا طويلة في يده، ليفتح بذلك طريقا للقارب الشراعي. وفي بارلا بدأت المرحلة الثانية من حياة بديع الزمان، وهي المسماة مرحلة سعيد الجديد وقد كانت حافلة بالاتهامات والملاحقات والمطاردات والسجون والمعتقلات والمحاكمات والمنافي، مما لم يمر في حياة إنسان وهو صابر محتسب، يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، شعاره في ذلك: "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة". وفي هذه البلدة صنع له أحد النجارين غرفة خشبية صغيرة غير مسقوفة، وضعت بين أغصان شجرة الدلب العالية حيث كان النورسي يقضي فيها أغلب أوقاته في فصلي الربيع والصيف، متعبدا لله، متأملاً متفكراً، وعاكفاً على تأليف رسائل النور طوال الليل، والناس يسمعون همهمات العالم العابد المتهجد، ولا يستطيعون الاختلاط به ومحادثته، والإفادة من علمه، لأن هذا محظور عليهم وسوف يكلفهم كثيراً. أمضى النورسي في "بارلا" ثماني سنوات ونصف السنة، ألَّفَ فيها أكثر رسائل النور، وهو يعاني من عدة أمراض، ولا يشتهي الطعام، بل كان يكتفي من الطعام بكسيرات من الخبز مع قليل من الحساء "الشوربة" ولا يقبل هدية ولا تبرعاً ولا زكاة من أحد... كان- كما قال عن نفسه- يعيش على البركة والاقتصاد. وفي هذه المرحلة كان يؤلف ويكتب باللغة التركية المكتوبة بالحروف العربية، ويأمر تلاميذه بالكتابة بالحروف العربية، حفاظا عليها من النسيان، فقد كان أتاتورك قد ألغى الكتابة بالحروف العربية واستبدل بها الحروف اللاتينية. وقد أسهمت النساء بنسخ الرسائل- الكتب- التي كان يمليها بديع الزمان على بعض تلاميذه في غفلة من الرقباء لأنه كان منفيا وموضوعا تحت الرقابة، ثم يقوم هؤلاء بتهريبها إلى النساء، ليسهرن في استنساخها، ويقضين الليالي في ذلك، حتى إذا أنجزنها، سارت بها ركبان طلبة النور في طول البلاد التركية وعرضها. ورسائل النور هذه تدعو إلى إنقاذ الإيمان، وعودة الإسلام إلى الحياة. وتصدى بها للعلمانيين والقوميين والسياسة الميكيافيلية القائمة على التزلف والنفاق والمصالح الشخصية. السياسة التي نَحَّتِ الدين جانبا، وولَّى أصحابها وجوههم نحو أوروبا، والسير في ركابها. ولهذا رأيناه في هذه المرحلة، يقف- بكل قوة- في وجه التيارات الإلحادية الشاملة، برغم ضراوة الهجمة وشراستها، وبرغم ما تعرَّض له من نفي وسجن واعتقال. وهذا يعني، أن شعاره في هذه المرحلة: "أعوذ بالله من الشيطان والسياسة" لا يعني أنه تخلَّى عن السياسة فعلا، بل أراد به حماية تلاميذه من شرور الأشرار السياسيين، ومع ذلك، لم ينجح هو ولا تلاميذه من الملاحقة والمحاكمات والسجون التي أطلق عليها النورسي وتلاميذه اسم: المدرسة اليوسفية. وقد جاء في قرار اللجنة المدققة لرسائل النور في مدينة (دنيزلي): "ليس لبديع الزمان فعالية سياسية، كما لا يوجد أي دليل على أنه يؤسس طريقة صوفية، أو قائم بإنشاء أي جمعية، وإن موضوعات كتبه تدور كلها حول المسائل العلمية والإيمانية وهي تفسير القرآن الكريم". - عندما أطلق سراحه في الخمسينيات، كان في السابعة والسبعين من العمر، وكان يقول لزائريه أو الذين يرغبون في زيارته: "كل رسالة- من رسائل النور- تطالعونها، تستفيدون منها فوائد أفضل من مواجهتي بعشرة أضعاف".. وكان قد طلب أكثر من مرة من تلاميذه طلبة النور، ألا يربطوا الرسائل بشخصه الضعيف، فيحطوا من قيمتها، لأن للإنسان أخطاء وعيوبا قد سترها الله عليه. كما كان يدعو تلاميذه إلى عدم التعلق به، لا في حياته، ولا بعد مماته، فذلك له أضرار جسيمة على الدعوة. - وكان النورسي يحب أعالي الجبال، كما كان يحب أعالي الأشجار الباسقة الشاهقة، وكان يفضل الصلاة على الصخور المرتفعة، وكان يقول لتلاميذه: "لو كنتُ في قوة شبابكم هذا، لما نزلت من هذه الجبال." لقد كان النورسي أمَّة في رجل، وربَّى تلاميذه بالقدوة، وحياته كانت أكبر كرامة.. إنه رجل عصر المصائب والبلايا والمهالك- كما قال عن نفسه- وهو عصرنا، وقد هيأ الأدوية الناجعة للجروح الإنسانية الأبدية، وقدَّمها إليها خلال رسائله وكتبه التي هي من نور القرآن العظيم. وفاته: توفي بديع الزمان النورسي في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1379هـ الموافق للثالث والعشرين من شهر آذار 1960م تاركاً موسوعة إيمانية ضخمة تسد حاجة هذا العصر، وتخاطب مدارك أبنائه، وتدحض أباطيل الفلاسفة الماديين، وتزيل شبهاتهم من أسسها، وتثبت حقائق الإيمان وأركانه بدلائل قاطعة، وبراهين ناصعة، جمعت في ثمانية مجلدات ضخام، هي: الكلمات- المكتوبات- اللمعات- الشعاعات- إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز- المثنوي العربي النوري- الملاحق- صيقل الإسلام. وقد ترجمت إلى اللغات العربية والإنكليزية، والألمانية، والأردية، والفارسية، والكردية، والفرنسية، والروسية وغيرها، ودفن في مدينة (أورفه). وبعد الانقلاب العسكري في تركيا في 27/5/ 1960 قام الانقلابيون العسكر بنقل رفات الإمام النورسي إلى جهة غير معلومة. وقد وصف شقيقه الشيخ عبد المجيد النورسي نقل رفات أخيه بديع الزمان في مذكراته، بعد خمسة أشهر من وفاته، فقد قالوا له: "سنقوم بنقل رفات أخيك الشيخ سعيد النورسي من أورفه". وقاموا بهدم قبر بديع الزمان، وقلت في نفسي: "لابد أن عظام أخي الحبيب قد أصبحت رماداً، ولكن ما إن لمست الكفن، حتى خيل إليّ أنه قد توفي بالأمس. كان الكفن سليما، ولكنه كان مصفراً بعض الشيء من جهة الرأس وكانت هناك بقعة واحدة على شكل قطرة ماء

الأربعاء، 28 يناير 2009

نوادر ابن سيرين رحمه الله

بسم الله الرحمن الرحيم
من بدائع ما أنجبت الارحام ومن نوادر من مشوا على هذه الأرض
رجل آتاه الله العلم ووهبه قدرة على تفسير الرؤى والاحلام

أحد التابعين وهو ابوبكر محمد بن سيرين ولد في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه كان زاهدا عابدا حليما متواضعا للناس

هذه جملة من النوادر التي نقلت واشتهرت عنه

النادرة الأولى : روي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت في أذن امرأتي حلقة نصفها ذهب ونصفها فضة .. فقال : لعلك طلقتها طلقتين وبقيت عليك واحدة … فقال : نعم هي كذلك .

النادرة الثانية : روي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال : رأيت كأنني على حمار ولا يزال يلقّيني في ماء وطين ثم رأيت جارية اسمها عقبة فأردفتها خلفي فقال ابن سيرين : تعقب ذرية إن شاء الله .

النادرة الثالثة : سئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرةً وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة ، فقال : الحبل ميثاق والجرة امرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا الرجل بعثه صاحبٌ له يخطب له امرأة فمكر الرجل وتزوجها .

النادرة الرابعة : وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال رأيت فخذي حمراء وعليها شعر نابت وأمرت رجلاً فقص ذلك الشعر . قال : أنت رجلٌ عليك دين يؤديه عنك رجلٌ من قرابتك .

النادرة الخامسة : روي أن رجلاً أتى ابن سيرين وقال : رأيت كأني أشرب من قلة لها رأسان رأسٌ مالح ورأسٌ حلو ، قال لك امرأة ولها أخت وأنت تراود أختها عن نفسها ، فاتق الله تعالى . قال الرجل : صدقت وأشهد على أني تبت إلى الله تعالى

. النادرة السادسة : روي أن امرأة جاءت ابن سيرين فقالت : رأيت في حجري لؤلؤتين ، إحداهما أعظم من الأخرى ، فسـألتني أختي إعطاء إحدى اللؤلؤتين .. فأعطيتها الصغرى . قال : إن صدقت رؤياك فإنك تعلمت سورتين إحداهما أطول من الأخرى وعلمت أختك القصيرة ، قالت : صدقت .

النادرة السابعة : جاء رجلٌ إلى ابن سيرين فقال : رأى رجلٌ أنه يدق بيضاً من رؤوسها فيأخذ بياضها ويترك صفارها فقال ابن سيرين : قل للرجل يأتيني لأعبرها له قال : أبلغه عنك ذلك ، قال : لا . ثم كرر عوده إليه مراراً وهو يقول كذلك في آخر الأمر قال : أنا الذي رأيته فاستحلفه بالله واستوثق منه فأمر أحد أصحابه أن يأتيه بأحد من دار الشرطة ليحمله إليه ويعرفه بأنه نباش الموتى وسارق أكفانهم ، فقال أشهدك أني تبت إلى الله ولا أعود لذلك .

النادرة الثامنة : أتت امرأة ابن سيرين فقالت : رأيت كأني قتلت زوجي مع قوم . فقال لها : إنك حملت زوجك على إثم فاتقي الله – عز وجل – قالت : صدقت .

النادرة التاسعة : جاء رجلٌ إلى ابن سيرين فقال : إني خطبت امرأة في المنام سوداء قصيرة فقال له اذهب فتزوجها فإن سوداها مالها وقصرها قصر عمرها وترثها سريعاُ فكان كما قال .

النادرة العاشرة : عن هشام بن حسان قال: قصّ رجل على ابن سيرين قال : رأيت كأني استسقيت فأتيت بقدح ماء فوضعته على كفي فانكسر القدح وبقي الماء في كفي ،فقال له اتق الله فإنك لم تر شيئاً ،فقال الرجل :سبحان الله أقصّ عليك الرؤيا وتقول لم تر شيئاً فقال له ابن سيرين : إنه من كذب فليس عليّ من كذبه شئ ،إن كنت رأيت هذا فستلد امرأتك وتموت ويبقى الولد على يدك ،فلما خرج الرجل قال :والله ما رأيت شيئا . قال هشام: فما لبث الرجل غير كثير حتى ولدت امرأته غلامًا وماتت وبقي الغلام .

النادرة الحادي عشرة : عن عبدالله بن المبارك عن عبدالله بن مسلم (وهو رجل من أهل مرو) قال: كنت أجالس ابن سيرين فتركت مجالسته وجالست قوماً من الإباضية فرأيت فيما يرى النائم كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتيت ابن سيرين فذكرت له ذلك فقال : مالك جالست أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

النادرة الثاني عشرة : أتى رجل إلى ابن سيرين فقال : رأيت البارحة امرأة من جيراني كأنها ذبحت في بيت من دارها ،فقال : هذه امرأة نكحت الليلة في ذلك البيت . فعزّ على السائل ما ذكره لأن زوج المرأة كان غائباً عنها فلما انصرف قال لأهله:رأيت فلاناً (يعنون الغائب جاره )؟ فقال : وهل أتى ،قالوا : نعم وفي بيته بات البارحة ، فقصده وسأله كما قال ابن سيرين .

النادرة الثالثة عشرة: جاء رجل إلى ابن سيرين وقال: رأيت ثورا عظيما خرج من جحر صغير فصافحته ثم أراد أن يعود في ذلك الجحر فضاق عليه. فقال ابن سيرين هي الكلمة العظيمة تخرج من الرجل ثم يندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع.

وبهذه نختم فقد عبرت وكانت النهاية

امرأة جاءته وكان جالسا للغداء فقالت إني رأيت رؤيا فقال لها : تتركيني آكل أم أترك الأكل وأعبر رؤياك؟ قالت :كل. فأكل ثم قال لها:قصي.فقالت رأيت القمر يدخل في الثريا ومناديا ينادي من خلفي: توجهي إلى ابن سيرين وقصي رؤياك.. فلفظ يده من الطعام وقال لها: ويلك وكيف رأيت؟ فأعادت عليه فتغير لونه وأخذ يمسك بطنه فقالت له أخته مالك ياأخي؟ قال : زعمت هذه المرأة أني ميت بعد سبعة أيام فدفن في اليوم السابع

رحمه الله رحمة واسعة فقد كان حجة واية برهان وراية توفي في العام العاشر بعد المئة

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

وأخيرا




















الأحساء مدينة تأسست عام 317 هجرية على أنقاض مدينة هجر التاريخية




كان يسمى اقليمها البحرين فان ذكر هذا الأخير تبادر للأذهان عاصمته و هي هجر






انه عبق التاريخ الضارب في الجذور




ذكرت في كتب الرحالة العرب بانها بلد شديدة الحرارة كثيرة الرمال ومقابل ذلك فهي واحة غناء




كانت تجري فيها العيون حتى اوائل العشرين سنة الماضية


الاحساء تبعد عن البحر خمسين كيلو متر غربا ولهذا اتخذ لها ميناء العقير الأثري




انتخبت الأحساء كأكبر واحة بالعالم ( وسط الصحراء ) واحدة من المدن العربية العجيبة ودخلت غمار المنافسة








و اقتحمت مكانا ضمن المراكز السبعة الأولى في منافسة التصويت على عجائب الدنيا السبع ( الطبيعية )






كانت متأخرة


لكنها ما لبثت إلا وتقدمت باستمرار حتى استقرت إلى لحظات كتابة هذا الموضوع في المركز السادس










علما بان جميع المراكز تحتلها اماكن تقع في اسيا






هذه صور لجبل قارة المحاط بغابات النخيل الشاسعة




يتكون من صخور رسوبية نحتتها الرياح على مر التاريخ



يرتفع عن سطح ارض الاحساء سبعين مترا وعن سطح البحر مئتين متر تقريبا






جبل يحتوي على كهوف


عظيمة التشعب ولربما يوجد اماكن لم تطأها قدم انسان
باردة ولو كانت درجة الحرارة خارجا تصل للخمسين


دافئة شتاء ولو وصلت الحرارة خارجا لعشر درجات




كثيرا ما زرته وخضت مغامرات كادت تودي بحياتي جراء عدم الانتباه لحفر عميقة على سطح هذا الجبل ولا انسى المقالب المرعبة التي كنت انفذها مع اصدقائي حين الدخول لجوف هذا الجبل




يزوره جبل قارة من شتى الجنسيات العربية والأجنبية كنت التقي بكثير منهم واتعجب كيف سمعوا او قرأووا عنه






سأكرر رحلاتي له لأحاول اكتشاق مغارات جديدة فقد روى لي احدهم انه راى ينبوع ماء وصل اليه ورفاقه قبل عشرين سنة حينما كانوا في ايام الطفولة




وأخيرا




سبحان الخالق المبدع الذي أرانا أياته في الأفاق وجعل لنا مخلوقاته دليلا على وجوده





الاثنين، 27 أكتوبر 2008

مما حوت لي الحياة




دائما ما اصل الى درجة السخافة عندما اكذب على نفسي واجبرها على الايمان بان صوتي جميل و يصدر عن حنجرة ذهبية
لكن سرعان ما يزول هذا الخداع حينما اخرج من الحمام وتنكشف استار الحقيقة !!!!!!!!!

اعاتب نفسي كثيرا واشعر بكمية تجارية من الجشع عندما انهي طبق كامل لوحدي دون ان يشاركني فيه احد ولو بحق التمتع بالشم
امارس هواية نسف الطعام متخفيا عن عيون الكائنات الحية بما في ضمنها الطفيليات والبكتيريا الخضراء المزرقة .... ترى هل هذا ما يسمونه نصيب الأسد ام انه حمى الطمع ونحاسة الجشع ؟؟؟؟ عموما لقد تخلصت من هذه العادة السيئة ولربما يتوجب على الجاحظ اهداء صك خروج من قائمة البخلاء

سألت احد الاصدقاء الاجانب ماذا احببت في هذه الحياة ؟
قال : السلم والنساء والخمر والرقص !!!!
قلت فما الذي كرهته ؟
قال :الحرب الكذب الخيانة

ماذا عنكم ؟ يمكنكك الابحار الان


سألت نفسي وتأملت اي انواع الحب تفضل
قالت الحب من طرف واحد
و لماذا ؟
كم هو جميل لانه يستمر ولا ينتهي
وكم هو صعب لانه يحتاج لاقناع الطرف الاخر والتعلق به رغم انه لا يلقي لك بادنى نظرة


كنا نستمع لقصص جميلة حينما ابحر بنا مركب الطفولة نتخيل نقارن نسأل نتوقع وما زال مصباح علاء الدين عالقا في مخيلتي
اتخيل لو ان المصباح وقع بين يدي خرج مارد المصباح اطلب اطلب اطلب وتمنى !!!!!!!!
ترى ما الذي سيلوح في فكري ؟؟؟نصفي الاخر مال سيارات قصر بستان امممم ماذا بعد ..........................................
اعتقد بان المارد سينتظر طويلا !!



السبت، 25 أكتوبر 2008

!!!!

استخرج الفروق السبعة !!!!!!!!!








ليست السعادة في كثرة ما نجمع لكنها تتجلى في استخدامنا الامثل لمواردنا









ارخص حذاء وهو يؤدي عمله على اكمل وجه يقف امام اغلى حذاء فما هو الفرق بين عمل الاثنين ؟؟؟
ترى من هو المصاب بداء الحماقة ليشتري مجرد حذاء مقابل مليون دولار !!!!!!!!!


بينما تلتهم بطون الاغنياء ما لذ و طاب يبقى الفقراء يبحثون عن وميض الأمل

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

ما خاب ظني فيك ولا رجوت يوما سواك


بسم الله الذي أشرقت بنور وجهه كل ظلمة

خالق الكون ومدبر الأمر عالم الغيب والشهادة لا اله الا هو


سبحانك يا من قهرت كل مخلوق بالموت

سبحانك يا من أخضعت كل جبار بالمرض

سبحانك يا من أعجزتنا بفهم أسرار هذا الكون

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك و توفني مؤمنا حين تفيض روحي اليك

اللهم عبدك الفقير اليك واقف على باب رحمتك يرجوها وهو خائف من عذابك وقد استقرت حاله بين الرجاء والخوف
اللهم شهد الكون بوحدانيتك وسبح الرعد بحمدك والملائكة من خيفتك فاملأ قلبي بالايمان ولا تجعلني مع القوم الكافرين

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات

ثم السلام والصلاة
على حبيبك محمد سيد الخلق وخاتم النبيين و أصلي على اله وصحبه اجمعين

الأحد، 12 أكتوبر 2008

عفوا يا أصحاب التاج الأبيض


في يوم من الأيام التعيسة التي تعلقت في أستار ذاكرتي خرجت بموقف لا يحسدني عليه لا جحا ولا حماره بعد أن أوقعني تعس حظي بين يدي طاعن في السن لم يرقب فيني لا إلا ولا ذمة بدأت قصتي مع هذا الرجل عندما استوقفني عند أحد مداخل القرى(( حاملا معه عصاته التي بان عليها أكل الزمن و تفنن فيها النمل الابيض بالنحت والسحت )) استعطفتني بسمته الساحرة ولو أنها لا تحتوي أسنان . إلا أنه توكل على ربه فركب اهلا بالعم إلى الى أين التفت إلي وبدأ يقص روايته والتي لم أفهم منها حرفا واحدا الا انني استنتجت انه يريد المشفى وبدأنا السير وليتنا لم نسر فلقد تقطت بي السبل وادلهم الخطب والخبر ولم أعرف بأي لغة يتحدث (كنت أشك بأنه مصاب بالزهايمر المزمن) وبعد صراع مرير مع محاولة فهم ما يقول صرخ في وجهي وقال (وين بتوديني انت) هنا تملكني شعور مختلط بين الضحك والخوف فلعل هذا العجوز ظن نفسه مختطفا لصالح المافيا السعودية وهو لا يعلم بانه وصاحبه (ضايعين في الطوشة ) فلا أنا أعلم عن هذه القرية أي شيء سوى اسمها ولا هو يعلم إلى أي طريق سيذهب سوى انه ابتلي بي !! شعرت بالوقت واذا به كان متثاقل الحركة ولايريد السير. مضينا و كل يتربص بصاحبه ريب المنون
ارتقع ضغطي و ضغطه جراء الذهاب والإياب ومن فرط الدوران والميلان حتى كادت أن تنتهي القصة بوفاته و فجأة وعندما اقتربنا من السوق الشعبي قرر أشعب زمانه النزول أخيرا ويا أسعدها من لحظة فكأنما أزيل عن صدري جاثوم من الوزن الثقيل لا أدري أهذا قصده أم أنه أصيب بنوبة من حرقة الدم وارتفاع السكر فقرر الاستسلام والركون الى وفاق بعد رفع الراية البيضاء
المهم بالموضوع هو أني أوصلته ولكني قد شعرت بالنهاية بتأنيب الضمير ولربما ظلمت هذا العجوز ونفسي
و لو أني كنت متقنا للهجة أصحاب الرؤوس البيضاء لما حصل ما حصل
ابتعدنا عن مجالستهم ورحلنا عن مؤانستهم فكنا فعلا مجرمين بحقهم الكبير و جاهلين بتراثهم المثير عفوا يا أصحاب الشعر الأبيض فلقد أعمتنا زهرة هذا الزمن وغرنا طول سراب الأمل عفوا يا أصحاب الشعر الأبيض فلقد غلظتنا عليكم الايام واستوحشناكم فما كأنكم انسان عفوا ولقد علمت الان ما أنتم إلا حكمة هذا الزمن وما أنتم الا صورة عكسية لصفحة الحياة وعزاؤكم لأنفسكم أنكم تحملون على رؤوسكم التاج الابيض وكفى بذا فخرا
انتهى

مواقف لن أنساها



تمر مراحل العمر مثل القطار البخاري قاطرة تتبعها قاطرة وكلما اقتربنا من تقاطع اصدر القطار صوته الجميل معلنا حدوث شيء مميز في حياتنا منها الغريب ومنها المحزن ومنهت المرعب إلخ ......



  1. ما زلت أتذكر هروبي المتكرر ولمدة اسبوع من المدرسة هربا من وقتها الممل وزراعتي على كرسي خشبي كرهني بل تمنى لو لم يكن كرسيا له اربعة ارجل مضت ايام إلى أن جاء ذلك اليوم الموعود ( ترن ترن ترن ) رن هاتف منزلنا ليخبروا اهلي اني هارب !!!!!!!! ما زلت اتذكر ذلك الموقف حين عودتي الى البيت ههههههههه ؟ لقد كان الموقف مؤلما حينما خالطه صراخ الابوين
  2. ما زلت أتذكر موقف كنت أسير فيه وأنا لم اتجاوز السادسة من عمري بجانب كتلة الحنان أمي الحبيبة وعلى طريق رأيت فيه قطة قالت أمي مندهشة : هذه القطة هي نفسها وتشابه التي في مدينتنا السابقة نظرت ثم قلت بكل براءة وبساطة: لا هذه ابنة عمها يا أمي !!!!!!!!!!!
  3. ما زلت أتذكر عندما كنت في شقاوة الصبا حينما توجهت في يوم مشؤوم لاحد محلات غسيل الملابس لاخذ ملابسي طبعا . المبلغ عشرة ريالات لا أدري ما الذي حصل لعامل المغسلة فقد غطت قلبه هموم الدهر وتوارت عليه غشاوة أمر وانا انتهزت الفرصة مطلقا ساقي للريح وفي طريق عودتي وقبل وصولي للبيت بخطوات وقعت في شجار مع ابناء الجيران و انتهت المواجهة بانسحابي ( هربا ولنكن واضحين ) من ارض المعركة محتجا بعدم تكافؤ الطرفين فقد كنت لوحدي وساندني ابن خالتي وهم عصبة ياكلون الصخر المهم بالامر اني دخلت المنزل لفترة من الزمن ويا سبحان الله كان في جيبي نقود وجدتها كلها ما عدا تلك العشرة حينها ادركت اني ظلمت نفسي وها قد عاقبني الله بفعلتي بعد دقائق معدودة
  4. ما زلت أتذكر أيام الصبا الجميلة حينما كنت افسر الحياة بكل بساطة وبكل براءة يمتلكها قلب طفل لا أبالي بسكب الزيت على النار ؟؟؟ ولا إلى هواية جمع الحشرات ؟؟؟؟ كنت لا أحمل الهموم أو المنغصات أما الان فقد تغيرت نظرتي للحياة । كيف لا وأنا أردد مقولتي ( تعلم من الصغير ثلاثة طيبة قلبه وقلة همه وشغله لوقته )

  5. ما زلت أتشبث بقلب الطفل أتألم كثيرا لرؤية من يبكي أمامي ولأي سبب كان كنت أكره لحظات الوداع كرها مشابها لعلاقة توم مع جيري في اغلب احيانها كنت أتمنى لو أن الزمن يتوقف

  6. هكذا هي الحياة التقاء مرح ولعب ثم فراق نهائي لجميع ما كنا نحبه ونعشقه وصدق سحرة فرعون حينما قالوا له وقد غمست قلوبهم بالايمان (( فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )) سورة طه

لماذا تدهورت امة الاسلام



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِثَوْبَانَ كَيْفَ أَنْتَ يَا ثَوْبَانُ إِذْ تَدَاعَتْ عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ كَتَدَاعِيكُمْ عَلَى قَصْعَةِ الطَّعَامِ يُصِيبُونَ مِنْهُ قَالَ: ثَوْبَانُ بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا। قَالَ: لَا, أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ يُلْقَى فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهَنُ قَالُوا: وَمَا الْوَهَنُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: حُبُّكُمْ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَتُكُمْ الْقِتَالَ.[


صدق الرسول الكريم

نعم إن ضعفنا الان كان لا بد منه فهو واقع واقع لا محالة

وهو ابتلاء لهذه الأمة الصابرة

لا يهمنا صوت الخارجين عن ملة الاسلام فهم لا يرون ابعد من انوفهم انما نحن مؤمنون بالله (( ألا إن نصر الله قريب ))
سيعود لنا المجد لا محالة سنعيد القدس كما اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم
ولنا في صلاح الدين قدوة وفي معركة عين جالوت برهان
فصبرا أخي المسلم صبرا ان النصر قريب
صبرا فلسطين صبرا يا غزة فوالله الذي اليه نتوجه ونعوذ ليس اليهود الا مسخ القرود
أنا مسلم
وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار

السبت، 11 أكتوبر 2008

كروش قد تدلت


إني رأيت كروشا قد تدلت وحان موعد شفطها )) لو كان الحجاج حيا لخلته قال هذه المقولة بمناسبة انتهاء الإجازة الصيفية ( موسم الأكل والمرعى وقلة الصنعة ) وكوني لبنة في هذا المجتمع الذي يفضل طبخ المطعم و على يد طباخ اسيوي اسمه
( صديق علي بابا) على طبخ الست ( ماما ) قد أيقنت فعلا أن كثيرا من أصحابي و الجيران يعشقون بطونهم كعشق عنترة لعبلة بل ويتفوقون على الجراد في إلحاق الأخضر باليابس وتسوية الحي بالميت مما أدى بالضبط إلى أمراض عديدة سببها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( المعدة بيت الداء )) يجب أن نتذكر الدور الاستغلالي الذي تقوم به مطاعم الوجبات السريعة من خلال إعلاناتها المطبوعة والتي تصور الطعام بشكل يسيل له لعاب صديقنا السمين حجما و الضعيف جدا أمام أوامر بطنه المستبد برأيه والهائم في ضلال غيه إلى هنا يجب أن نقول قف أيها ( السمين المتين ) كفى طحنا وسفا من سمح لك بالتكدير و التنغيص وطحن الطعام كالرحى دون تنفيس ؟ ترى هل تمارس نوعا من الرياضة للمحافظة على صحتك أم أن ذهنك مشغول ( بالفستق المعسول والبيض المكسور ودسم في الصحون محمول ), إن الرياضة عالم جميل من بين آلاف الأشياء في هذا الكون الفسيح ورغم تلك الفوائد فإن ألوف مؤلفة من الناس أخذوا بالحد الأدنى من ممارسة الرياضة وأصبحوا يعيشون في عالم السمنة المفرطة والذي جعل منهم أناس لا يهتمون بزيادة أوزانهم ولا يشغلون بالهم ( ما إذا كانت كروشهم قد تدلت نصف متر إلى الأمام ) بل هم يستمرون في جمع أكبر قدر ممكن من السموم والشحوم متبعين بذلك مذهب ( عظم الكرش بالزط والنهش ) (والزط كلمة أحسائية وردت في مختار الصحاح وتعني بمفهومنا شفط الطعام شفطا وسفه سفا ) إن أتباع هذه الإستراتيجية يتناسون بأن لصحة أجسامهم حق وأنهم سائرون نحو مستقبل صحي خطير نتيجة تكدس الأمراض ابتداء من ( ضغط الدم ) ومرورا بـ( السكر) واستراحة بـ( تضايق الأنفاس ) فوقوفا بـ( الروماتيزيوم ) و الضغط على الركب وكثير من الانـزعاجات النفسية السلبية على حياة هذا الإنسان । كل هذا قد يحصل لمريض بالسمنة تتراوح كتل لحومه شحومه ما بين ( 100 كيلوغرام _فما فوق) جاعلة منه إنسان كروي الشكل عظيم البطن متفلطح الجسم بالكاد يتنفس , في حقيقة الأمر هناك كثير من الناس يأكل شرها لقفا متحفزا متطلعا لمزيد من السعرات الحرارية ( وكأنه سيقبل على أحد مجاعات افريقيا بعد قليل ) دون أن يقوم بأدنى نشاط رياضي يساعده على تخفيف وزنه وهكذا يزيد من متاعب جسمه الضخم بالنمو وتزداد رغبته في التهام المزيد والمزيد إلى أن يجد نفسه بعدها مضطرا لعمليات الشفط والسحب و النتر والدفع أملا بذلك أن يعود إنسانا طبيعيا خاليا من الدسم , هناك أرقام مرعبة تثير أسرار التعجب و تحيي مسالك الريبة حول ازدياد نسب السمنة في بلدان عربية وغربية جعل من هذه البلدان وكأنها تتسابق فيما بينها حول لقب البلد السمين وهنا يكمن السؤال أين هو الاهتمام بالرياضة بين كتل الشحوم المتراكمة أين هي الرياضة من أناس أصبح الأكل هوايتهم الأولى ولماذا هاجرت الرياضة عن مستحبات الناس هذا ما لا أعرفه ولا أعتقد أني سأعرفه إلا أني أقف مستعينا بالله وأقول ربي أجل وأعلم ( ودمتم في كنف الله )

الجمعة، 10 أكتوبر 2008

هل أنا واثق

غالبا ما نهزم أنفسنا بسبب تحجيم الذات والنظر الى الغير نظرة ترعب النفس
مقولة جميلة لبطل الاسلام والفارس الشجاع علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
قيل له كيف كنت تهزم الأبطال قال : كنت اذا واجهتم أقدر في نفسي ان هزمته وهو يقدر في نفسه أنه مهزوم وبهذا أكون أنا ونفسه عونا عليه ।

ان النجاح يتحقق بالثقة التامة في النفس دون الافراط المؤدي الى التكبروالخيلاء
لو سالت نفسك ؟؟؟

هل أنا انسان استحق الحياة ؟



لو لم تكن انسانا ماذا كنت تتمنى ان تكون ؟




سؤال جميل ليس لك فيه الا الابحار في عالم الخيال

ماذا تتمنى أن تكون وحش كاسر طير جماد بيضة تراب شجرة




لو سألني احدهم هذا السؤال ؟

لأجبت بأني لو لم اكن انسانا لتمنيت ان اكون انسان

الانسان افضل مخلوق وذلك لأن الله ميزه بالعقل الذي كون به حضارة جعلت منه يستغل كل ما كان نافعا له من حوله
بنى السدود وشيد القصور وجعل من الكائنات الاخرى مطيعة له


ماذا عنك هل تخيلت لو انك مخلوق اخر ؟

أناس كثر سألتهم هذا السؤال وتمنوا ان يكونوا ؟؟؟؟

طير

أتنقل بين السماء والأرض دون تأشيرة دخول دون جوازات دون الخضوع لأي قانون

لكن !!!
ماذا لو أصابني انفلونزا الطيور ؟؟