السبت، 11 أكتوبر 2008

كروش قد تدلت


إني رأيت كروشا قد تدلت وحان موعد شفطها )) لو كان الحجاج حيا لخلته قال هذه المقولة بمناسبة انتهاء الإجازة الصيفية ( موسم الأكل والمرعى وقلة الصنعة ) وكوني لبنة في هذا المجتمع الذي يفضل طبخ المطعم و على يد طباخ اسيوي اسمه
( صديق علي بابا) على طبخ الست ( ماما ) قد أيقنت فعلا أن كثيرا من أصحابي و الجيران يعشقون بطونهم كعشق عنترة لعبلة بل ويتفوقون على الجراد في إلحاق الأخضر باليابس وتسوية الحي بالميت مما أدى بالضبط إلى أمراض عديدة سببها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (( المعدة بيت الداء )) يجب أن نتذكر الدور الاستغلالي الذي تقوم به مطاعم الوجبات السريعة من خلال إعلاناتها المطبوعة والتي تصور الطعام بشكل يسيل له لعاب صديقنا السمين حجما و الضعيف جدا أمام أوامر بطنه المستبد برأيه والهائم في ضلال غيه إلى هنا يجب أن نقول قف أيها ( السمين المتين ) كفى طحنا وسفا من سمح لك بالتكدير و التنغيص وطحن الطعام كالرحى دون تنفيس ؟ ترى هل تمارس نوعا من الرياضة للمحافظة على صحتك أم أن ذهنك مشغول ( بالفستق المعسول والبيض المكسور ودسم في الصحون محمول ), إن الرياضة عالم جميل من بين آلاف الأشياء في هذا الكون الفسيح ورغم تلك الفوائد فإن ألوف مؤلفة من الناس أخذوا بالحد الأدنى من ممارسة الرياضة وأصبحوا يعيشون في عالم السمنة المفرطة والذي جعل منهم أناس لا يهتمون بزيادة أوزانهم ولا يشغلون بالهم ( ما إذا كانت كروشهم قد تدلت نصف متر إلى الأمام ) بل هم يستمرون في جمع أكبر قدر ممكن من السموم والشحوم متبعين بذلك مذهب ( عظم الكرش بالزط والنهش ) (والزط كلمة أحسائية وردت في مختار الصحاح وتعني بمفهومنا شفط الطعام شفطا وسفه سفا ) إن أتباع هذه الإستراتيجية يتناسون بأن لصحة أجسامهم حق وأنهم سائرون نحو مستقبل صحي خطير نتيجة تكدس الأمراض ابتداء من ( ضغط الدم ) ومرورا بـ( السكر) واستراحة بـ( تضايق الأنفاس ) فوقوفا بـ( الروماتيزيوم ) و الضغط على الركب وكثير من الانـزعاجات النفسية السلبية على حياة هذا الإنسان । كل هذا قد يحصل لمريض بالسمنة تتراوح كتل لحومه شحومه ما بين ( 100 كيلوغرام _فما فوق) جاعلة منه إنسان كروي الشكل عظيم البطن متفلطح الجسم بالكاد يتنفس , في حقيقة الأمر هناك كثير من الناس يأكل شرها لقفا متحفزا متطلعا لمزيد من السعرات الحرارية ( وكأنه سيقبل على أحد مجاعات افريقيا بعد قليل ) دون أن يقوم بأدنى نشاط رياضي يساعده على تخفيف وزنه وهكذا يزيد من متاعب جسمه الضخم بالنمو وتزداد رغبته في التهام المزيد والمزيد إلى أن يجد نفسه بعدها مضطرا لعمليات الشفط والسحب و النتر والدفع أملا بذلك أن يعود إنسانا طبيعيا خاليا من الدسم , هناك أرقام مرعبة تثير أسرار التعجب و تحيي مسالك الريبة حول ازدياد نسب السمنة في بلدان عربية وغربية جعل من هذه البلدان وكأنها تتسابق فيما بينها حول لقب البلد السمين وهنا يكمن السؤال أين هو الاهتمام بالرياضة بين كتل الشحوم المتراكمة أين هي الرياضة من أناس أصبح الأكل هوايتهم الأولى ولماذا هاجرت الرياضة عن مستحبات الناس هذا ما لا أعرفه ولا أعتقد أني سأعرفه إلا أني أقف مستعينا بالله وأقول ربي أجل وأعلم ( ودمتم في كنف الله )

هناك تعليق واحد:

@ziz يقول...

يعطيك الصحة ودمت عافيا :)